هذه عینة من نصوص الألواح تظهر فیها کل أمراض اللغة التی یسمیها علماء اللغة بالحبسة اللغویة لکن انظر الأفکار والمعانی التی تشملها النصوص: فلما أراد الخلق البدیع فصل النقطة الظاهرة المشرقة من أفق الارادة والبهاء (شخص مدمن) هنا یتحدث عن خلقه!!
و لا حظ هنا أنه لم یقل خلق و لکنه قال فصل والفصل لا یکون الا عن اتحاد... ثم ما هو المقصود بأفق الارادة؟! و ان لم تکن تلک فکرة التجسد أو الانفصال عن الاله للنزول الی الأرض و هی ضد التوحید الخالص فماذا تکون؟! ثم یواصل تقدیم نفسه فی ألفاظ العظمة البلهاء التی یلوی فیها عنق اللغة جهلا، کأن یجمع کلمة ظهور علی: ظهورات أو یخترع عبارات و أسماء عرحاء غامضة مثل:
ملکوت الانشاء و... السر الأکتم و... الرمز المنمنم...!! و فی النص التالی یصف الله بأوصاف هو أجل و أعظم منها، بینما یدخل بعد ذلک فی غمغمات غامضة یتحدث فیها عن نفسه و یسهب فی وصف عظمته مثل الآیة العظمی، والعصمة الکبری، ثم یدخلنا فی فاصل من العبارات و ترکیبات اللغة هی أقرب الی الهذیان مثل: ان لطیور ممالک ملکوتی و حممات ریاض حکمتی تغردات و نغمات!!!! أو یقول: ولو یظهر أقل من سم الأبرة لیقول الظالمون ما لا قاله الأولون!! فهل رأیتم صیغة للنفی مثل تلک من قبل؟! و نستکمل مع لغة حسینعلی النوری فی النص الثالث و نندهش حیث یقول: و تقیب علی وجه سماء البرهان و صار منه النیران... أتعلمون من المقصود؟! انه البهاء الذی تقیب!! فانتبهوا یأولی الأبصار لکلمات و معانی الحمار!! انا الذی أقول هذه المرة و لیس البهاء.
کان المجتمع یرفضهم... فماذا حدث؟!
هل هناک جدید فی قصة البهائیة؟!
نعم هناک جدید، فالبهائیة لیست مجرد القصة القدیمة والمعادة عن شخص مریض نفسیا ادعی أنه المهدی أو نبی، أو أنه بهاء الله أو مظهر من مظاهر تجلیاته، أو أنه هو نفسه ذات الاله (حتی لو نفی أتباعه أنه ادعی الألوهیة). أو ما الی ذلک من خرافات أخرجوها فی مظهر من القداسة و طعموها بمبادی ء انسانیة، أو ما الی ذلک مما سنناقشه لاحقا. أما الجدید فهو أن البهائیة لا تنثنی - عبر أتباعها و عملائها - تطل علینا بوجهها القبیح سافرة، ترید أن تعلن عن نفسها کأمر واقع و کدین معترف به من قبل الدولة و رغم أنف الجمیع و هی فی هذا - الآن - تستقوی بقوی سافرة سافلة و منظمات مشبوهة فی الخارج، و أدعیاء للحقوق مغرر بعقولهم فی الداخل، یرفعون شعارات حریة العقیدة و حق الانسان فی أن یعتقد ما یشاء، فی ذات الوقت الذی یحاربون فیه الاسلام حربا سعواء علی اعتبار أن أفکاره هی من أسباب تخلف الأمة!!
یریدون أن یتشبهوا فی ذلک بالغرب الذی انفصل عن الکنیسة فتقدم و هم بذلک کالذی یری نصف الحقیقة و یتغافل عن نصفها الأخر، یرون نصف الحقیقة لأن السلطان الکتسی الذی کان یهیمن علی الدین فی الغرب لا نظیر له فی الاسلام، و یرون التقدم المادی الذی حققه الغرب، و لا یرون التأخر والفراغ الروحی الذی یعانی منه، و یدفعه الآن الی تسول الحقیقة والاله من فلسفات الشرق الأدنی والمذاهب الصوفیة المنحرفة الأسطوریة المشرکة، و ذهب بهم الابتعاد بالدین الی الابتعاد عن حکمة الله فی الکون و عماره، تلک الحکمة التی أوضحتها الشرائع السماویة، و لکن العلمائیین والذین یرفعون شعارات التقدم والرقی بعیدا عن الدین أسقطوها فی اندفاعهم نحو التحرر، فأصبحنا نری من مظاهر هذا التحرر ممارسات تصل فی شذوذها الی زواج الرجل بالرجل(لواط) فی تحد صریح لحکمة الله فی خلقه کما نفهمها و نعرفها فی الاسلام، و قیاسا علی هذا اذا نظرنا الی البهائیة علی أنها حریة اعتقاد و أقررنا بهذا فنحن نقر بحریة الفوضی، و نقر بازدراء الأدیان السماویة، و نقر بحریة الکفر، بل و نعین علی نشر هذه الجریمة، فنتعدی بذلک علی حریة الأخرین فی الایمان الصحیح، و هل هناک شک فی أن البهائیة کفر؟! لیست کفرا فقط، و لکنها ارتداد عن الاسلام، والمسلم الذی یعتنقها یجب أن تطبق علیه حدود الله فی هذا الأمر، و هناک فتوی صادرة عن لجنة الفتوی بالأزهر الشریف برئاسة الامام عبدالمجید سلیم فی هذا الأمر بتاریخ ۲۳ سبتمبر ۱۹۴۷، و علی هذه الفتوی استند القضاء المصری فی رفض اعلان صحة عقد
زواج ثم علی أحکام البهائیة، والقصة کما ترویها وثائقها نبدأ فصولها بأن هذا البهائی الذی حاول توثیق عقد زواجه علی الأحکام البهائیة، و کان قد تم فی المحفل الروحانی للبهائیین(رجمهم الله) بالاسماعیلیة بتاریخ مارس ۱۹۴۷ فی شهر العلا (البهائی) لسنة ۱۰۳ بهائیة، وتم رفض هذا العقد، فلجأ البهائی لحیلة أخری بأن تقدم الی الجهة التی یعمل بها، و هی مصلحة السکة الحدید یطلب منح علاوة الزواج و أرفق بطلبه صورة من عقد زواجه (البهائی)، و بالطبع لفت نظر المسئولین فی الهیئة هذا العقد و لا بد أنهم وقفوا حیاری أمامه، لکن الأمر لم یطل و اتفقوا علی رفعه الی المستشار القضائی للوزارة، فأرسله الأخیر الی مفتی الدیار المصریة الامام عبدالمجید سلیم فأفتی ببطلان الزواج والتوریث، و أضاف فی حیثیات هذه الفتوی ان من اعتنق مذهب البهائیین(رجمهم الله) بعد أن کان مسلما اعتبر مرتدا عن الاسلام تجری علیه أحکام المرتدین، و زواجه بمحفل البهائیین(رجمهم الله) باطل شرعا... و قد سبق الافتاء بکفر البهائیین(رجمهم الله) و معاملتهم معاملة المرتدین.
فان فیما تقدم تعریة للبهائیة و کشفا لخطوطها الفکریة الموجهة نحو العقیدة الاسلامیة و جحودها، بل و ضررها منذ أکثر من قرن من الزمان علی الاسلام والمسلمین، و أنها تظاهر أعداء الأمة الاسلامیة، و تناصرهم فی القضاء علی هذه الأمة و علی الاسلام. ان البهائیین(رجمهم الله) و دعوتهم هذه التی مرت بهذه التطورات و وجهت بتلک المقاومة فی البلاد و هذا المذهب البهائی و أمثاله من نوعیات الأوبئة الفکریة الفتاکة التی یجب أن تجتد الدولة کل امکاناتها لمکافحته والقضاء علیه، اذ أن عقیدة الاسلام و صیانتها لا تقل فی مرتبتها عن حمایة الأجساد من الأوبنة المرضیة التی تسارع الدولة لعلاجها بالحزم والحسم، بل العقیدة أولی لأن فی صحتها نقاء الحیاة و عبادة الله. ان الأمة اذا فقدت عقیدتها انمحت ذاتیتها و غلبها أعداؤها، ان مصر یجب أن تذکر أنها تقوم بالدفاع عن الاسلام و عن أرض المسلمین منذ دخلت فیه، و أنها سبق أن استردت القدس و حررت فلسطین باسم الاسلام، و لنذکر أن مصر انما حاربت فی رمضان سنة ۱۳۹۳ ه - أکتوبر ۱۹۷۳ تحت نداء الاسلام «الله اکبر»، و بهذا النداء و تحت لوانه انتصرت، و أن علیها أن تطهر أرضها من هذه الأرجاس، و أن تنفی عنها هذا الخبث لیستقیم بها الأمر و تظل باسم الاسلام رائدة ناهضة. والأزهر یقرر: أن الاسلام لا یقر أی دیانة أخری غیر ما أمرنا القرآن الکریم باحترامه، فلا ینبغی - بل یمتنع - أن تکون فی مصر دیانة أخری غیر مشروعة و مخالفة للنظام العام. و أن الأزهر لیهبب بالمسئولین فی جمهوریة مصر العربیة أن یقفوا بحزم ضد هذه الفئة الباغیة علی دین الله و علی النظام العام لهذا المجتمع، و أن ینفذوا حکم الله علیها، و یسنوا القانون الذی یستأصلها و یهیل التراب علیها و علی أفکارها، حمایة للمواطنین جمیعا من التردی فی هذه الأفکار المنحرفة فی صراط الله المستقیم. ان هؤلاء الذین أجرموا فی حق الاسلام والوطن یجب أن یختفوا من الحیاة، لا أن یجاهروا بالخروج علی الاسلام، ان الأمر جد یدعو الی المسارعة النشطة من السلطات التشریعیة والقضائیة والتنفیذیة لاعمال شئونها، و لنذکر دائما أن الله یزع بالسلطان ما لا یزع بالقرآن، ان هذه الفتنة لم تحظ بالاهتمام المناسب مع أنها جریمة الجرائم و من الکبائر. ألا هل بلغ الأزهر... اللهم فاشهد.
(أوصی المؤتمر العالمی الرابع للسیرة والسنة النبویة بتحریم هذا المذهب و تجریم معتنقیه)